شركة تنمّي موظفيها .. كيف يمكن للثقافة المؤسسية الإيجابيّة أن تحسّن النتائج؟

تعد الثقافة المؤسسية (Corporate Culture) جزءًا مؤثرًا في مختلف الشركات. فهي تؤثر تقريبًا على كل جانب من جوانب الشركة. بدايةً من توظيف أفضل المواهب، الى تعزيز رضا الموظفين، وبناء التعاون. فهي أشبه بالعمود الفقري الذي تعتمد عليه سعادة المورد البشري في الشركات.
من دون وجود ثقافة مؤسسية إيجابية، فإن العديد من الموظفين سيشعرون إن وظائفهم بلا قيمة. وبمرور الوقت، ستطفوا على السطح مشاكل مختلفة في الشركة، مثل ضعف الحافز للعمل، بيئة العمل السلبيّة، وغيرها.

حسب بحث أجرته Deloitte، فإن 94% من المدير التنفيذيين في الشركات، و88% من الموظفين يعتقدون بأن الثقافة المؤسسية الجيّدة لها دور كبير في نجاح الشركات. البحث أيضًا أشار الى وجود علاقة قويّة بين شعور الموظفين بكونهم سعيدين ومقدّرين في أعمالهم، وبين قوّة الثقافة المؤسسية الحاضرة.

أقرأ أيضًا: تساعدك في تطوير أعمالك: 3 نقاط حول بناء الشراكات الإستراتيجية

لكن، لماذا تلعب الثقافة المؤسسية دورًا مهمًا في الشركات؟

خذ نظرة على بعض الفوائد التي تؤدي بها الثقافة المؤسسية:

التوظيف

يتفق العديد من خبراء الموارد البشريّة على أن الثقافة المؤسسية الرصينة هي واحدة من أهم الطرق التي تجذب الموظفين للعمل في الشركات. الثقافة الإيجابيّة تعطي المؤسسة ميزةً تنافسيّة، فالموظفين يريدون العمل في شركات ذات سمعة جيّدة سواء على لسان موظفيها الحاليين أو موظفيها السابقين.
الشركة ذات الثقافة الإيجابيّة سوف تجذب نوعيّة المواهب التي تسعى الى جعل مكان عملهم بيتهم الثاني، بدلاً من مجرد مكان لكسب الراتب.

الولاء الوظيفي

تساعد الثقافة الإيجابية داخل المؤسسة على المحافظة على المواهب؛ إذ تعزز الولاء الوظيفي. فغالبًا سيقى الموظفين في شركاتهم الحاليّة طالما إنهم لا زالوا يستمتعون بالذهاب الى العمل كل يوم، ويشعرون أنهم تتم معاملتهم كما ينبغي.

الرضا الوظيفي

ليس من المفاجئ أن يكون الرضا الوظيفي أعلى في الشركات التي لها ثقافة مؤسسية إيجابية. فأصحاب الشركات الذين يستثمرون في رفاهيّة موظفيهم، سيحصلون على موظفين سعداء ومتلزمين أكثر.

التعاون

الثقافة الإيجابيّة داخل المؤسسة تسهّل التفاعل الإجتماعي بين الموظفين، وتساعدهم أكثر على العمل كفريق. وبالتالي سيؤدي هذا التعاون الى نتائج كبيرة.

الأداء الوظيفي

غالبًا، ترتبط الثقافات المؤسسية الرصينة بمعدلات أعلى من الإنتاجيّة. هذا بسبب أن الموظفين يميلون الى أن يكونوا أكثر تحفيزًا وإلتزامًا لأصحاب الأعمال حين يتم إتخاذ قرارات تزيد من رفاهيتهم وسعادتهم.

الروح المعنويّة

إن المحافظة على ثقافة إيجابيّة داخل الشركة هو وسيلة مؤكّدة لرفع الروح المعنويّة للموظفين. حيث سيشعر الموظفون بشكل طبيعي بأنهم أكثر سعادة، وسيستمتعون في عملهم أكثر حينما يعملون في بيئة عمل إيجابيّة.

ضغوط أقل

الثقافة المؤسسية الإيجابية سيُسهم في تقليل ضغوط العمل. فالشركات التي لديها ثقافات مؤسسية عاليّة ترى موظفيها أقل إجهادًا من نظرائهم في الشركات الأخرى. مما سيساعد في رفع أداء العمل.

هناك أمثلة عديدة للشركات التي تستابق لأن تكون أكثر إلتزامًا نحو موظفيها، ولأجل أن تبني ثقافة مؤسسية عالية تجذب المواهب نحوها.
من أهم الأشياء التي ينبغي معرفتها حول بناء الثقافة الإيجابيّة داخل المؤسسة، هو أنها ممكن أن تكون تحت أي ميزانيّة، ومهما كان حجم المؤسسة، ومهما كان مجالها. فطالما كان أصحاب الأعمال يأخذون وقتهم ليستثمروا في سعادة ورفاهيّة موظفيهم، فإن الثقافة الإيجابيّة ستنمو وتزدهر.

كيفية بناء بيئة عمل إيجابيّة داخل المؤسسة؟

يمكن لأصحاب الأعمال إتباع الملاحظات التاليّة من أجل بناء ثقافة مؤسسية إيجابيّة في بيئة العمل:

التأكيد على رفاهيّة الموظف

لا يمكن أن تتوقع الشركات أن تعزز الثقافة المؤسسية من دون موظفين أصحّاء. فالموظفين يريدون أن يشعروا بأفضل حالاتهم البدنية والنفسية والذهنية لأجل أن يساهموا في إيجاد ثقافة إيجابيّة؛ ذلك إن رفاهيّة الموظف هي الأساس في بناء الثقافة المؤسسية.

نمّي من ثقافتك الحاليّة

بناء ثقافة مؤسسية إيجابية لا يعني أن تغيّر تمامًا القيّم التي تقف على أساسها المؤسسة حاليًا. لابد لأصحاب الأعمال من تنميّة وتوسيع ثقافتهم الحاليّة. ثم بسؤال الموظفين ما الذي يحبونه ولا يحبونه حول ثقافتهم الحاليّة وبيئة عملهم.
القادة يجب عليهم الاستفادة من المقترحات المقدمة من الموظفين لأجل المساعدة في بناء ثقافة مؤسسية إيجابيّة يهتم بها المورد البشري الموجود.

قدّم المعنى

المعنى والغايّة أصبحت بغاية الأهمية في مكان العمل الآن أكثر من أي وقتٍ مضى. فغالبيّة الموظفين يتوقون الى وجود معنى وغاية من وظائفهم، وليس مجرد راتب يتقاضوه.
يعتمد الرضا الوظيفي على أن تكون للوظيفة قيمة ومعنى. وبالتأكيد، لا يمكن للشركة أن تبني ثقافة ما لم يكن هناك معنىً وراء أعمالها. أبدأ بكتابة بيان رسالة المؤسسة Mission Statement وأيضًا القيم الجوهرية لهاCore Values ، وحاول إيصال هذه القيم الى الموظفين. أعطِ الموظفين فرصة لمعرفة أهمية أدوارهم في التأثير بشكل إيجابي على الناس داخل وخارج الشركة.

أصنع أهدافًا

لا توجد مؤسسة لها ثقافة مؤسسية دون أهداف واضحة، فإصحاب الأعمال ينبغي عليهم أن يجتمعوا مع فرقهم من أجل وضع الأهداف، والمهام لكي يكون كل واحد منهم قادر على العمل عليها. خلق أهداف للشركة يجمع الموظفين معًا ويعطيهم شيئًا للعمل من اجله، خلافًا للراتب وحده.

شجّع الإيجابية في بيئة العمل

ينبغي على المدراء تشجيع الإيجابيّة في بيئة العمل، فهو شيء أساسي لتشجيع الإيجابية بشكلٍ يومي. أصحاب الأعمال ينبغي أن يكونوا قدوةً يحتذي على أساسهم الموظفين، فيعبرّوا عن الإمتنان، يبتسون غالبًا، ويحافظون على إيجابيتهم ضمن الظروف الصعبة. الموظفين سيكون غالبًا إيجابيين حينما يرون مدرائهم يفعلون ذلك.

شجّع التواصل الإجتماعي

علاقات بيئة العمل هي واحدة من العناصر الرئيسية في بيئة العمل الإيجابيّة. فحينما يكون الموظفين بالكاد يعرفون زملائهم، وبالكاد يتواصلون معهم، فلن تكون هناك طريقة ممكنة لبناء ثقافة قويّة من الممكن لها أن تنمو. يحتاج القادة الى تقديم الفرص للموظفين من أجل التفاعل الإجتماعي في مكان العمل. مشاركة وجبة طعام أو فعل إجتماعي آخر له دور كبير في توطيد العلاقات داخل بيئة العمل.

أستمع للموظفين

أن يكون أصحاب القرار في الشركات مستمعين لموظفيهم، هو أحد أسهل الطرق لبناء ثقافة إيجابية. فحسب بحث أجري بواسطة CultureIQ، فإن 86% من الموظفين في الشركات ذات الثقافة القوية يشعرون بأن مدرائهم يستمعون لهم.
أستمع للموظفين وتأكد من أن أصواتهم مسموعة ومقدّرة.

واحد من الأهم الأدوار التي يقوم بها القائد هو خلق بيئة إيجابيّة. تأكد من غرس ثقافة إيجابية تعزز موهبة وتنوع وسعادة القوى العاملة لديك. يعد بناء ثقافة فريدة وإيجابية واحدة من أفضل وأبسط الطرق لجعل موظفيك يستثمرون مواهبهم ومستقبلهم مع شركتك.